779) التفسیر الجمالی للقرآن الکریم/ 1
التفسیر الجمالی للقرآن الکریم
(انواعه و اسالیبه)[1]
السيد محمدحسن الجواهري [2]
عضو الهيئة العلمية في معهد الثقافة والفكر الإسلامي
رجب المرجب 1445
* يرجى مشاركتها مع الآخرين *
بسم الله الرحمن الرحیم
و صلی الله علی محمد و آله الطاهرین و اللعنة علی اعدائهم اجمعین
فهرس الموضوعات
التفسیر الجمالی للقرآن الکریم. 1
2. الفرق بین التفسیر الجمالی و البلاغی.. 8
د) تطور القيمة البلاغية للكلمات.. 13
3-1. التفسير الجمالي الاتجاهی.. 15
3-2. التفسير الجمالي المنهجی.. 22
3-3. التفسير الجمالي الهيكلي/ البنیوی.. 33
3-4. التفسير الجمالي بین السور. 35
3-5. التفسير الجمالي عبر السورة /ورائها. 38
3-6. التفسير الجمالي عبر القرآن/ ورائه. 40
خلاصة البحث
يعتبر التفسير الجمالي من الأساليب الحديثة نسبياً في تفسير القرآن الكريم. وهذا النوع من التفسير المتبع في ستة أنواع من الاتجاهیة و المنهجیة و البنیوی او الهیکلی و بین السور و عبر السورة و عبر القرآن، علاقته مع التفسیر البلاغی، بالنظرة وصفية الی التفاسیر البلاغية، بين العام والخاص المطلق، و بالنظرة إلي البلاغة باعتبار انها «علم و معرفة»، علاقته بها العموم و الخصوص من وجه. وهذان النوعان من التفسير (الجمالیة و االبلاغیة) مختلفان من حيث المفهوم، ومن حيث التأويل وقصد المتكلم، وكذلك من حيث النطاق و الاقلیم. ومن بين أنواع التفسير الجمالي المذكورة، هناك نوعان من الاتجاه و البنيوية محل اهتمام المفسرين وعلماء القرآن، لكن الأنواع الأخرى، وخاصة الأنواع المنهجية وما بين السور، حظيت باهتمام أقل ويمكن اعتبارها غائبة في عملية التفسير... والنقطة المهمة في هذا المجال من الدراسة هو وجود التفسير الجمالي المنهجي في مقام القرینة التفسيرية، يمكن الاعتماد عليه في التوصل إلى فهم صحيح للنص أو اللجوء إلى النقد ومراجعة الاحتمالات التفسيرية. و حاولنا في هذا المقال وصف أنواع التفاسیر الجمالية ودراسة علاقتها بالتفسير البلاغي من أبعاد مختلفة.
1. المفاهيم
الجماليات: علم الجمال/ الجمالیة (Aesthetic) هو فرع من فروع الفلسفة موضوعه طبيعة الجمال والذوق، وكذلك فلسفة الفن. وبحسب فیلیسین تشالای (Felicien Challaye) فإن "كل شعور لطيف، عندما يجد قوة معينة وترددا في الوجدان، يمكن أن يتخذ نوعية ولون جماليين". (شالح، 1347، ص 136-137؛ سيدي، 1390، ص 31) وقد اعتبر البعض أن الجماليات تتكون من ثلاثة عناصر: أ) الجمال؛ ب) الحقيقة؛ ج) الخیر. (تولستوي، 1352، ص 73؛ سيدي، 1390، ص 31.) في قاموس المصطلحات الفلسفية التقنية والنقدية، يتم تعريف الجماليات بمعنيين: "1. كل ما يتعلق بالجمال ويحدد طبيعة الجمال. 2. علم موضوعه الحكم وتقديم الأحكام في الفرق بين الجميل والقبيح." (الأحمدي، 1380، ص 25.)
بشكل عام، وبسبب عدم إمكانية تعريف "الجمال"، لن تجد علم الجمال أكثر من شرح الاسم، وأبسط تعريف له هو "معرفة المزید و افضل بقدر الإمكان عن الجمال ". ومن الطبيعي أن يرتبط عالم الجماليات بعالم الجمال، وعالم الجمال مرهون بصفات الشيء الجميل، الذي يصل أحيانا إلى ما لا نهاية.
التفسير البلاغي: التفسير البلاغي فرع من فروع التفسير الأدبي، وهدفه من الناحية الوصفية (اعتمادا على المصادر المنتجة في هذا المجال الأدبي) هو الاهتمام بتقنيات و اسالیب المعانى والبیان و البدیع فی جهة الاتجاة". بدأ هذا النوع من الكتابة من نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري، وأول عمل مهم في هذا الصدد هو "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (210م). ومن بعده حاول فراء (207م) أن يتمم عمل أبي عبيدة بكتابة "معاني القرآن". وبعد هاتين الكتابتين استمر البحث والكتابة عن ذلك في فرعي البلاغة العربية وإعجاز القرآن، وظهرت مؤلفات قيمة للغاية.
خلفية التفسير الجمالي
وبالنظر إلى القواسم المشتركة الكبيرة بين الجمالیة والبلاغة، يمكن اعتبار جزء مهم من المصادر البلاغية من بين مصادر التفسير الجمالي. في المجمل، يمكن ترتيب مصادر التفسير الجمالي في ثلاث فئات:
أ) المصادر المخصصة كليًا أو جزئيًا للموضوعات النظرية والنظريات الجمالية؛ مثل: الظاهرة الجمالية في القرآن الكريم، نذير حمدان؛ "زیباییشناسی آیات قرآن"؛ السيدحسين السيدي؛ علم الجمال، جون هوسبرس؛ "زیبایی در متون اسلامی"، المحمد رضا الجباران؛ و ....
ب) المصادر التي تتضمن دراسات حول بعض عناصر التفسير الجمالي تحت عنوان الجماليات أو الإعجاز البلاغي أو البیانی. ومصادر الفئة الثانية كثيرة؛ مثل: الإعجاز البيانى (التمهيد في علوم القرآن، المجلد الخامس)، المعرفة؛ الإعجاز البیانی للقرآن، بنت الشاطئ؛ الإعجاز القصصي في القرآن، السعيد عطية المطاوع؛ معجزة الكلمة في القرآن الكريم، فاضل السامرائي؛ اعجاز بیانی و تأثیری (2 مجلد)، الجواهری (الکاتب هذا السطور)؛ بلاغة الكلمة في تفسير القرآن، فاضل السامرائي؛ و ....
ج) المصادر التي اتجهت إلى التفسير الجمالي للآيات، والتي غالبا ما تتشكل على محور الاتجاه. مثل: تفسير الكشاف، الزمخشري (538هـ)؛ محرر الأوجز، ابن عطية (546م)؛ البحر المحيط، أبوحيان الغرناطي (745م)؛ إرشاد العقل السالم لمزايا القرآن الكريم، أبو السعود (982م)؛ التحرير والتنوير، ابن عاشور (1393م)؛ التفسير البنائي للقرآن الكريم، البستاني؛ و ...
بالإضافة إلى الدراسات المذكورة آنفاً وكذلك التفاسیر الجامع، الشاملة ذات الاتجاه أو الأسلوب البلاغي والجمالي، فقد تم كتابة العديد من المقالات، بعضها حول موضوعات نظرية، وبعضها حول العناصر الجمالية في القرآن، وبعضها حول التفسير الجمالي لآيات من القرآن الكريم، وأخيراً بعض ما يتعلق بالمسألة الخاصة بالقصص القرآنية، و بما فیها من الجماعیات.
وعلى الرغم من كل هذه المصادر، لا بد من القول بأن التفسير الجمالي لا يزال في البداية، وحتى الآن لم يتم تحدید حدوده كما ينبغي، وقد كتب هذا المقال في هذا الاتجاه.
بسم الله الرحمن الرحیم
